في هذه المقالة سنتناول موضوع مخطط بونزي، وهو نوع من الاحتيال المالي الذي يعتمد على دفع العائدات للمستثمرين القدامى من أموال المستثمرين الجدد. سنتعرف على تاريخه وكيفية عمله وكيفية تجنب الوقوع في هذه الأنواع من الاحتيال.
تاريخ مخطط بونزي
يعود تاريخ مخطط بونزي إلى القرن العشرين، حيث قام تشارلز بونزي، مهاجر إيطالي إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بتنفيذ أحد أشهر الاحتيالات المالية في التاريخ. في عام 1920، قام بونزي بإقناع الناس بأنه يستطيع تحقيق عوائد ضخمة من خلال استغلال فروق أسعار الطوابع البريدية الدولية. وعلى الرغم من أن الطريقة التي يدعي بها بونزي تحقيق الأرباح كانت غير واضحة، إلا أن الناس كانوا مستعدين للاستثمار فيه بسبب العوائد العالية التي وعد بها.
ومع ذلك، تبين فيما بعد أن بونزي لم يكن يستثمر أموال المستثمرين في أي نشاط تجاري حقيقي، بل كان يستخدم أموال المستثمرين الجدد لدفع العائدات للمستثمرين القدامى. وعندما توقفت تدفقات الأموال الجديدة، انهار المخطط وخسر المستثمرون أموالهم.
مخططات بونزي البارزة عبر التاريخ
منذ تشارلز بونزي، كان هناك العديد من مخططات بونزي رفيعة المستوى حول العالم. فيما يلي بعض الأمثلة البارزة:
بيرني مادوف
أصبحت شركة Bernard L. Madoff Investment Securities LLC مركزًا لما يعتبر أكبر مخطط بونزي في التاريخ. قام بيرني مادوف، وهو ممول يحظى باحترام كبير ورئيس مجلس إدارة بورصة ناسداك السابق، بالاحتيال على آلاف المستثمرين بمبلغ يقدر بنحو 65 مليار دولار. تم الكشف عن عمليته في ديسمبر 2008 وسط الأزمة المالية العالمية عندما لم يعد قادرًا على تلبية طلبات السحب. اعترف مادوف بالذنب وحُكم عليه بالسجن لمدة 150 عامًا.
ألين ستانفورد
أدين ألين ستانفورد، رئيس مجموعة ستانفورد المالية، في عام 2012 لإدارة مخطط بونزي الذي امتد لعقدين من الزمن وشملت أكثر من 7 مليارات دولار. وعد ستانفورد بعوائد عالية على شهادات الإيداع من خلال بنكه في أنتيغوا. كشف تحقيق هيئة الأوراق المالية والبورصة أن الأقراص المضغوطة الخاصة بجامعة ستانفورد كانت جزءًا من مخطط لتمويل أسلوب الحياة الفخم في ستانفورد.
MMM
ولعل واحدة من أكبر مخططات بونزي من حيث عدد المشاركين كانت MMM، التي أسسها سيرجي مافرودي في روسيا في التسعينيات. في ذروتها، ادعى MMM أن لديه 10 ملايين مشارك. وعدت الشركة بعوائد تصل إلى 1000%، لكنها انهارت في عام 1994، مما تسبب في دمار مالي هائل، بل وأدى إلى انتخاب مافرودي لعضوية مجلس الدوما الروسي في محاولة للحصول على حصانة من الملاحقة القضائية.
كيف يعمل مخطط بونزي؟
يعتمد مخطط بونزي على جذب المستثمرين الجدد من خلال عروض العائدات العالية والمغرية. يتم إقناع المستثمرين بأنهم سيحققون أرباحًا هائلة في وقت قصير من خلال الاستثمار في النظام. وعندما يستثمر المستثمرون الجدد أموالهم، يتم استخدام هذه الأموال لدفع العائدات للمستثمرين القدامى. وبهذه الطريقة، يعتقد المستثمرون الجدد أنهم يحققون أرباحًا حقيقية، ولكن في الواقع يتم دفع عائداتهم من أموال المستثمرين الجدد الآخرين.
كيفية تجنب مخطط بونزي
لتجنب الوقوع في مخطط بونزي وفقدان أموالك، يجب أنتتخذ بعض الخطوات الحذرية وتكون على دراية ببعض العلامات التحذيرية. إليك بعض النصائح لتجنب الوقوع في مخطط بونزي:
- البحث والتحقق: قبل الاستثمار في أي برنامج أو نظام، قم بإجراء البحث اللازم والتحقق من مصداقيته. ابحث عن معلومات عن الشركة أو الشخص المسؤول عن النظام وتحقق من سجلهم وسمعتهم. قد تجد مراجعات أو تقارير تحذر من النظام المشبوه.
- العائدات المبالغ فيها: كون مخطط بونزي يعد بعائدات هائلة وسريعة، يجب أن تكون حذرًا من العروض التي تبدو غير واقعية. إذا كانت العائدات تبدو مبالغ فيها بشكل مفرط، فقد يكون هناك شيء مشبوه.
- النقص في المعلومات: إذا واجهت صعوبة في الحصول على معلومات مفصلة عن النظام أو الشركة، فقد يكون هذا إشارة إلى أن هناك شيء يخفى عنك. يجب أن تكون الشركات الشفافة وتقدم معلومات كافية للمستثمرين.
- الضغط على الوقت: يحاول مخططو بونزي غالبًا إقناع المستثمرين بأنهم يجب أن يتصرفوا بسرعة للاستفادة من الفرصة. لا تدع الضغط على الوقت يؤثر على قرارك. خذ وقتًا كافيًا للتفكير والتحقق قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.
- الاستشارة المالية المستقلة: قبل الاستثمار في أي نظام، قد يكون من الجيد استشارة مستشار مالي مستقل. سيكون لديهم الخبرة والمعرفة لتقييم النظام وتقديم نصيحة مستقلة.
الاستنتاج
مخطط بونزي هو نوع من الاحتيال المالي الذي يستغل طمع المستثمرين ويعد بعوائد عالية وسريعة. يعتمد على دفع العائدات للمستثمرين القدامى من أموال المستثمرين الجدد، وعندما يتوقف تدفق الأموال الجديدة، ينهار المخطط ويخسر المستثمرون أموالهم. لتجنب الوقوع في مخطط بونزي، يجب أن تكون حذرًا وتتخذ الاحتياطات اللازمة قبل الاستثمار. قم بالبحث والتحقق من صحة النظام واستشر مستشارًا ماليًا مستقلاً قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.